قصة مغامرات التمساح الطيب

قصة مغامرات التمساح الطيب

كان ياما كان، في أحد الأنهار الجميلة التي تجري في قلب الغابة الخضراء الكبيرة، عاش تمساح كبير يُدعى “تيمو”، وعلى عكس ما قد يظنه الجميع عن التماسيح، كان التمساح تيمو طيب القلب ويحب مساعدة الآخرين، ولكن رغم طيبته كان بقية الحيوانات يخافون منه بسبب مظهره المخيف.

وفي أحد الأيام، بينما كان تيمو يسبح بهدوء في النهر، سمع صوتاً يطلب المساعدة، اقترب من الصوت ووجد أرنباً صغيراً اسمه “ارنوب” قد علق في غصن شجرة على ضفة النهر ولا يستطيع العودة إلى اليابسة.

قال تيمو بصوت هادئ: “لا تخف يا ارنوب، سأساعدك للخروج من هذا المأزق”..

لكن ارنوب كان خائفاً جداً وقال مرتجفاً: “أرجوك لا تأكلني، أنا مجرد أرنب صغير.”

ضحك تيمو وقال: “لا تقلق يا ارنوب، لقد جئت لمساعدتك فقط.”

استخدم تيمو قوته فمه وأسنانه لرفع الغصن وتكسير الأجزاء الصغيرة منه وتحرير ارنوب، ثم ساعده على العودة إلى اليابسة بأمان، فشكره ارنوب بحرارة وقال: “لم أكن أعلم أن التماسيح يمكن أن تكون طيبة هكذا، شكراً لك يا تيمو.”

بعد هذا الموقف الرائع من التمساح تيمو، بدأ ارنوب ينشر بين الحيوانات قصة التمساح الطيب تيمو، ومع مرور الأيام بدأت الحيوانات تقترب من تيمو تدريجياً وتتعرف على طيبته وحسن نواياه.

 

وفي يوم آخر، وصلت إلى الغابة مجموعة من البط البري تُدعى “عائلة البط” بقيادة البطة الأم “لولو”، وكانوا يبحثون عن مكان آمن لبناء أعشاشهم، لكنهم وجدوا أن النهر مليء بالتماسيح الأخرى التي قد تشكل خطراً عليهم.

وذهب ارنوب إلى التمساح تيمو وأخبره بمشكلة عائلة البط، ففكّر تيمو قليلاً ثم قال: “سأساعدكم، وسأطلب من التماسيح الأخرى أن تترك جزءاً من النهر آمناً لعائلة البط.”

اجتمع التمساح تيمو مع باقي التماسيح وأقنعهم بأن يخصصوا جزءاً من النهر ليكون ملاذاً آمناً لعائلة البط، ووافقت التماسيح بعدما أدركت أن التعاون مع الحيوانات الأخرى يمكن أن يجلب فوائد كثيرة.

شعرت البطة لولو وأفراد عائلتها بالامتنان للتمساح تيمو وسرعان ما بدأوا ببناء أعشاشهم بأمان وسعادة، ومع الوقت أصبح النهر مكاناً يعج بالحياة والتعاون بين جميع الحيوانات.

بدأت الحيوانات تحترم التمساح تيمو وتقدره، وأصبح مثالاً يُحتذى به في الطيبة والمساعدة، وهكذا عاش تيمو في سعادة، مع أصدقائه الجدد، وازدادت الغابة جمالاً وسلاماً بفضل تعاون جميع سكانها.

ومنذ ذلك الحين، تعلّم الجميع أن الحكم على الآخرين من مظهرهم قد يكون خاطئاً، وأن الطيبة والاحترام يمكن أن يغيرا العالم نحو الأفضل.

3 أفكار عن “قصة مغامرات التمساح الطيب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top