كان ياما كان في غابة كثيفة مليئة بالأشجار والزهور الملونة والنباتات المتنوعة، كان يعيش قرد ضخم اسمه “رامي”، وكان رامي يختلف عن باقي القرود في لونه الأحمر وحجمه الكبير، بينما كانت بقية القرود بنية وصغيرة، كان رامي مميزاً بلونه الأحمر اللامع وجسمه الضخم.
وبسبب اختلافه، كان القرد الأحمر رامي يتعرض للتنمر من بعض الحيوانات في الغابة، وكانوا ينادونه بأسماء مثل “القرد الأحمر الغريب” و”القرد الضخم الغير طبيعي”، شعر رامي بالحزن والوحدة، وكان يفضل البقاء بعيداً عن الحيوانات الأخرى.
وفي يوم من الأيام، بينما كان رامي جالساً على غصن شجرة، جاء نحوه السنجاب “سينجو” وقال له: “مرحباً يا رامي، لماذا تجلس هنا وحدك؟”
أجاب القرد رامي بحزن وقال: “يا سينجو، أنا أشعر بالحزن لأنني مختلف عن البقية، والجميع يسخر مني.”
قال السنجاب سينجو بحكمة: “يا رامي، الاختلاف ليس شيئاً سيئاً، بل هو ما يجعل كل واحد منا فريداً ومميزاً، يجب أن تتعلم كيف تحب نفسك كما أنت.”
فكر رامي في كلام سينجو، لكنه كان لا يزال يشعر بالحزن، وفي اليوم التالي قررت الحيوانات تنظيم مسابقة مهارات في الغابة، وكانت هناك مسابقة في التسلق والقفز وجمع الفواكه، فقرر القرد الأحمر رامي المشاركة رغم خوفه من السخرية.
وعندما بدأت المسابقة، أظهر القرد رامي مهاراته الفريدة في مسابقة التسلق، حيث تسلق الشجرة بسرعة كبيرة بفضل قوته وحجمه، وفي مسابقة القفز، قفز عالياً وحقق أرقاماً لم يستطع أحد من القرود الأخرى الوصول إليها، أما في مسابقة جمع الفواكه، فقد جمع كمية كبيرة بفضل قدرته على الوصول إلى الفروع العالية..
تفاجأت الحيوانات بمهارات القرد رامي وقالوا له: “لقد كنت رائعاً يا رامي! نحن آسفون لأننا لم نفهم قيمتك من قبل.”
شعر رامي بالسعادة والامتنان وقال: “شكراً لكم، لقد تعلمت اليوم أن الاختلاف يمكن أن يكون مصدر قوة، وأن علينا أن نتقبل أنفسنا كما نحن.”
ومنذ ذلك اليوم، توقفت الحيوانات عن التنمر على رامي وأصبحوا أصدقاءه، أدرك الجميع أن كل واحد منهم يمتلك ميزاته الفريدة، وأن التنوع هو ما يجعل الغابة مكاناً جميلاً ومميزاً.
الدروس المستفادة من القصة:
1. أهمية التقبل الذاتي: يتعلم الأطفال من القصة أن يحبوا ويقبلوا أنفسهم كما هم، بغض النظر عن اختلافاتهم.
2. التنوع والقوة: توضح القصة أن التنوع يمكن أن يكون مصدر قوة وتميز.
3. نبذ التنمر: يتعلم الأطفال ضرورة احترام الآخرين وعدم السخرية منهم بسبب اختلافهم.
4. الصداقة والتعاون: تشجع القصة الأطفال على بناء صداقات قائمة على الاحترام والتعاون.
5. اكتشاف المواهب: تبين القصة أن كل فرد يمتلك مهارات فريدة، ويجب أن يستفيد منها ويقدرها.