كان ياما كان في غابة خضراء مليئة بالحياة والألوان، كان يعيش غزال صغير ولطيف اسمه “زيزو”، كان زيزو يحب الجري والقفز بين الأشجار والزهور، وكان معروفاً برشاقته وسرعته، وفي نفس الغابة كانت تعيش فراشة جميلة اسمها “فيرو”، وكانت فيرو ترفرف بأجنحتها الزاهية بين الأزهار، تجلب البهجة لكل من يراها.
وفي يوم من الأيام، بينما كان زيزو يجري ويلعب، رأى فيرو تحلق بالقرب من زهرة جميلة فاقترب زيزو بحذر وقال: “مرحباً يا فيرو، أنتِ فراشة جميلة جداً! كيف حالك اليوم؟”
ابتسمت الفراشة فيرو وردت: “مرحباً يا زيزو! أنا بخير، كيف حالك أنت؟”
أجاب الغزال زيزو: “أنا سعيد برؤيتكِ، هل تودين الانضمام إلي في جولة حول الغابة؟ يمكننا اكتشاف أماكن جديدة معاً!”
تحمست الفراشة فيرو للفكرة وقالت: “بالطبع يا زيزو، سيكون من الممتع أن نستكشف الغابة معاً.”
بدأ زيزو وفيرو رحلتهما عبر الغابة، وكان الغزال زيزو يقفز ويركض بسرعة، بينما كانت الفراشة فيرو تحلق برشاقة حوله، ثم مرا ببحيرة صغيرة، وجلسا ليشربا الماء ويستريحا، فرأوا الأسماك تسبح والأعشاب تتمايل في الماء.
قالت الفراشة فيرو: “انظر يا زيزو، كم هو جميل عالم البحيرة! ألوان الأسماك مذهلة.”
ابتسم الغزال زيزو وقال: “نعم، كل جزء من الغابة يحمل جماله الخاص، دعينا نواصل رحلتنا.”
واصل الصديقان “الغزال الصغير والفراشة” جولتهما، ووصلا إلى شجرة كبيرة مليئة بالفاكهة اللذيذة، فبدأت فيرو تحلق بين الأغصان وتقطف بعض الفاكهة باستخدام أجنحتها، بينما كان زيزو يقفز ليصل إلى الفاكهة على الفروع التي كان يمكنه الوصول إليها، ثم جلسا تحت الشجرة الكبيرة ليأكلان الفاكهة..
وبينما كانا يستمتعان بوجبة الفاكهة، سمعا صوت ضجيج قادم من بعيد، فاتجهوا بسرعة نحو الصوت ليجدوا سلحفاة صغيرة اسمها “سوسو” عالقة بين الأعشاب الكثيفة، ولا تستطيع الخروج من بينها..
قالت سوسو بصوت حزين: “أرجوكم، ساعدوني! لا أستطيع الخروج من هنا.”
نظر الغزال زيزو والفراشة فيرو إلى بعضهما البعض وقال زيزو: “لا تقلقي يا سوسو، سنساعدك بسرعة!”
استخدم الغزال زيزو قوته لدفع الأعشاب بعيداً، بينما كانت الفراشة فيرو ترفرف حول سلوى لتطمئنها، وبعد قليل من الجهد، تمكنوا من تحرير السلحفاة سوسو.
فقالت السلحفاة سوسو بامتنان: “شكراً جزيلاً يا زيزو ويا فيرو! أنتم أصدقاء رائعون.”
ابتسمت الفراشة فيرو وقالت: “الصداقة تعني أن نكون هنا لنساعد بعضنا البعض دائماً.”
استمر الغزال زيزو والفراشة فيرو في مغامراتهما، يكتشفان جمال الغابة ويساعدان أصدقاءهم، وكانا يعلمان أن الصداقة هي أجمل ما يمكن أن يحصلوا عليه في هذه الحياة.
وفي نهاية اليوم، عادا إلى مكانهما المفضل تحت الشجرة الكبيرة، وجلسا معاً، وشعرا بالسعادة والرضا، ثم قال الغزال زيزو: “كانت مغامرة رائعة اليوم، لقد تعلمت أن العمل مع الأصدقاء يجعل كل شيء أفضل.”
أجابت الفراشة فيرو: “وأنا أيضاً، شكراً لك يا زيزو على هذا اليوم المليء بالمرح والاكتشافات.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح الغزال زيزو والفراشة فيرو لا يفترقان، واستمرت مغامراتهما في جلب السعادة لكل من حولهما في الغابة.
الدروس المستفادة من القصة:
1. أهمية الصداقة: يتعلم الأطفال من القصة أن الصداقة تعني الوقوف بجانب الأصدقاء في كل الظروف.
2. التعاون والمساعدة: تبرز القصة قيمة التعاون في التغلب على المشاكل والصعاب.
3. اكتشاف الجمال في الطبيعة: تشجع قصة الغزال والفراشة الأطفال على استكشاف الطبيعة والتمتع بجمالها.
4. الاستمتاع بالمغامرات: تعلم القصة الأطفال أن المغامرات والاكتشافات يمكن أن تكون ممتعة أكثر عندما نشاركها مع الأصدقاء.
5. السعادة في العطاء: توضح قصة الفراشة والغزال أن مساعدة الآخرين تجلب السعادة والرضا النفسي.