كان ياما كان في غابة جميلة، كان يعيش عصفور صغير اسمه “صَوصَو”، وكان معروفاً بين جميع الحيوانات بحبه لمساعدة وتقديم العون للجميع ومعروفًا بروحه الكريمة، ولم يكن يمر يوم دون أن يساعد فيه أحد أصدقائه في الغابة.
وفي أحد الأيام، بينما كان العصفور صَوصَو يجمع الحبوب، رأى السلحفاة “سوسو” تحاول عبور الطريق الوعرة بصعوبة، فطار صَوصَو سريعاً نحوها وقال: “دعيني أساعدك يا سوسو، الطريق صعبة عليكِ”..
شكرته سوسو بابتسامة وقالت: “شكراً لك يا صَوصَو، أنت دائماً هنا لمساعدة الجميع”.
وفي يوم آخر، كان الأرنب “ارنوب” يبحث عن طعام لأطفاله الصغار، فرأى العصفور صَوصَو هذا وساعده في جمع الجزر والكرنب، ثم قال ارنوب بامتنان: “أنت عصفور طيب القلب يا صَوصَو، شكراً لمساعدتك لي وللجميع في الغابة”.
لكن في إحدى الليالي، هبت عاصفة قوية على الغابة، حيث كانت الرياح شديدة والأمطار غزيرة، وحاول صَوصَو البقاء في عشه، لكنه لم يستطيع، فقد دمرت العاصفة عشه الصغير وتركته بلا مأوى.
وفي الصباح التالي، وبينما كان صَوصَو جالساً على غصن شجرة محطمة، شعر بالحزن العميق لأنه فقد منزله، وفجأة سمع أصوات أصدقائه يقتربون منه، حيث جاء الأرنب ارنوب، والسلحفاة سوسو، وحتى الدب “ديبو” والغزالة “زوزو”.
قالت السلحفاة سوسو: “لا تقلق يا صَوصَو، سنساعدك في بناء عش جديد”..
وأضاف ارنوب: “لقد كنت دائماً هنا لمساعدتنا، والآن حان دورنا لنساعدك”.
وبدأ الجميع في العمل معاً، حمل الدب ديبو الأغصان الكبيرة، وجمعت الغزالة زوزو الأوراق اللينة، وساعد ارنوب في ترتيب العش الجديد، حتى الطيور الأخرى في الغابة جاءت لتقديم المساعدة، وخلال وقت قصير كان لدى العصفور صَوصَو عش جديد أفضل وأقوى من السابق.
شعر صَوصَو بالسعادة والامتنان وقال: “شكراً لكم جميعاً، لقد علمتموني أن التعاون والمساعدة يجعلوننا أقوى وأكثر ترابطاً”..
ابتسمت السلحفاة سوسو وقالت: “هذا هو ما تعلمناه منك يا صَوصَو، نحن أسرة واحدة وعلينا أن ندعم بعضنا البعض دائماً”.
ومنذ ذلك اليوم عاش العصفور صَوصَو وأصدقاؤه في الغابة بسلام وتعاون، وتعلموا أن مساعدة الآخرين تعود بالنفع على الجميع، وأن الصداقة والتعاون يجعلان الحياة في الغابة جميلة وآمنة.
الدروس المستفادة من القصة:
1. أهمية التعاون: يتعلم الأطفال من قصة العصفور صَوصَو أن التعاون والمساعدة المتبادلة بين الأصدقاء والجيران تجعل المجتمع أكثر ترابطاً وقوة.
2. روح الكرم: تُعزز القصة قيمة الكرم والمساعدة دون انتظار مقابل.
3. الصداقة الحقيقية: توضح القصة أن الصداقة الحقيقية تظهر في أوقات الشدة.
4. الشعور بالامتنان: تعلم الأطفال أن يكونوا ممتنين للمساعدة التي يتلقونها من الآخرين.
5. التعاطف: تعلم الأطفال أن يفهموا مشاعر الآخرين ويساعدوهم في أوقات الحاجة.
قصة روعه