ريشة الألوان السحرية – قصة هادفة للأطفال

ريشة الألوان السحرية - قصة هادفة للأطفال

في قرية صغيرة تقع بين الجبال الخضراء، كان يعيش طفل جميا اسمه آسر، وكان آسر طفلًا جميلًا وذكيًا، يحب الألوان بكل أنواعها، حيث كان يقضي ساعات طويلة في الرسم على ورق بسيط، مستخدمًا أقلامه الصغيرة التي احتفظ بها بعناية، وكان حلم آسر أن يصبح رسامًا مشهورًا يرسم لوحات تنبض بالحياة.

الحلم الكبير:

كان آسر يملك دفترًا مليئًا بالرسومات التي كان يرسمها في وقت فراغه، كانت لوحاته تحمل حكايات عن الطبيعة والحيوانات والناس لكنه كان يواجه مشكلة واحدة وهي أن أدواته كانت قديمة وبسيطة، وكانت ألوانه تنفد بسرعة، فقرر آسر أن يبدأ بتوفير المال من مصروفه ليشتري علبة ألوان كبيرة وفرشاة جديدة.

التوفير من المصروف:

في كل صباح، عندما يعطيه والده المصروف اليومي، كان آسر يحتفظ بجزء منه في علبة صغيرة تحت سريره، كان يحلم بيوم يفتح فيه العلبة ليجد المال الكافي لتحقيق حلمه، وأحيانًا كان يعرض خدماته على جيرانه، كتنظيف الحديقة أو مساعدة كبار السن، ليكسب بعض المال الإضافي.

الاكتشاف المدهش:

ذات يوم، بينما كان آسر يسير عائدًا من المدرسة، وجد متجرًا قديمًا لم يره من قبل، وكان المتجر صغيرًا، ولكن واجهته كانت مليئة بالألوان والفرش فدخل آسر بحماس وقابل رجلاً عجوزًا بابتسامة دافئة.
قال الرجل: “أرى أنك تحب الرسم يا صغيري.”
أجاب آسر بحماسة: “نعم، أنا أرسم كل يوم، وأحلم أن أصبح رسامًا كبيرًا.”

أخذ الرجل فرشاة صغيرة وقدمها لآسر قائلاً: “هذه الفرشاة سحرية، ولكن عليك أن تستخدمها بحكمة لأنها لا تعمل إلا لمن يحب الرسم بصدق.”

الرسم يتحول إلى حياة:

عاد آسر إلى المنزل وهو يحمل الفرشاة السحرية بحماس ثم جربها على ورقة بيضاء، وبدأ يرسم شجرة، وفجأة تحولت الشجرة المرسومة على الورقة إلى شجرة حقيقية ظهرت أمامه في غرفته! اندهش آسر وقرر أن يجرب مرة أخرى فرسم عصفورًا، وإذا بالعصفور يطير من الورقة وينطلق في الغرفة.

استخدام الفرشاة بحكمة:

أصبح آسر يستخدم الفرشاة لرسم أشياء مفيدة: رسم أزهارًا تزين الحي، وألعابًا للأطفال الفقراء، وحتى رسومات تساعد الناس في حياتهم اليومية، وكان الجميع في القرية يحبون آسر ويشكرونه على أعماله الطيبة.

درس لا يُنسى:

ذات يوم، جاء الرجل العجوز لزيارة آسر وقال له: “استخدمت الفرشاة كما توقعت منك بحب وصدق، الآن أريد أن أعيدها إلى مكانها، لكنها ستظل معك في قلبك، لأن الإبداع الحقيقي ليس في الأدوات، بل في القلب.”

عاد آسر لرسمه المعتاد، ولكنه تعلم أن الإبداع ينبع من داخله، وأن الحب والشغف يمكن أن يحققا المستحيل.

النهاية:

ظل آسر يرسم بلوحاته البسيطة، وأصبح مع مرور الوقت رسامًا مشهورًا يملأ العالم بالألوان والجمال، وكلما تذكر الفرشاة السحرية، ابتسم وعرف أن الفن هو أعظم سحر على الإطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top