كان ياما كان في أعماق البحار الزرقاء، كانت تعيش سمكة صفراء جميلة اسمها “سيما”، وكانت سيما محبوبة بين جميع الكائنات البحرية بسبب لونها الزاهي وشخصيتها المرحة، وكانت تحب القفز فوق سطح الماء ومشاهدة العالم الخارجي.
وكلما قفزت السمكة سيما فوق سطح الماء، كانت ترى الأشجار الخضراء الجميلة والكائنات التي تعيش على اليابسة، وبدأت سيما تشعر بالفضول والحسد تجاه تلك الكائنات، وتمنت لو أنها تستطيع العيش معهم ولو ليوم واحد.
وفي يوم من الأيام، قررت سيما أن تشارك حلمها مع صديقتها السلطعونة “سلمى”، حيث قالت سيما: “يا سلمى، أتمنى لو أستطيع العيش على اليابسة مثل تلك الكائنات، هل تعتقدين أن ذلك ممكن؟”
ضحكت سلمى وقالت: “يا سيما، أنتِ سمكة والمكان الأنسب لك هو الماء، لكن يمكننا أن نحاول تحقيق حلمك بطريقة أخرى.”
فكرت سيما وسألت: “وكيف ذلك؟”
أجابت سلمى: “يمكننا أن ننظم رحلة استكشافية لنكتشف اليابسة من البحر، سنذهب إلى سطح الماء ونستمتع بمشاهدة اليابسة عن قرب.”
تحمست سيما للفكرة، وقررت أن تجمع أصدقاءها الأسماك لتنظيم الرحلة، انضم إلى الرحلة السمك الصغير “سامي” والحوت “هاني” والسلاحف “سعاد” و”سليم”، كانت المجموعة متحمسة لمغامرة جديدة.
وفي صباح مشمس، انطلقت سيما وأصدقاؤها في رحلتهم، وقفزوا فوق سطح الماء واقتربوا من الشاطئ، وبدأوا يشاهدون الأشجار العالية والطيور المغردة والحيوانات البرية، وشعرت سيما بالفرح والإثارة.
عندما وصلت المجموعة إلى الشاطئ، شاهدوا قطيعاً من البط يلعب في الماء، اقتربت سيما وسألت البطة “لولو”: “مرحباً، كيف تشعرين بالعيش على اليابسة؟”
أجابت البطة لولو: “إنه رائع، لكنني أيضاً أحب السباحة في الماء، لدينا أفضل ما في العالمين!”
فبدأت السمكة سيما تفهم أن لكل كائن مكانه الطبيعي والمناسب له، وشعرت بالسعادة لأنها تستطيع الاستمتاع بمشاهدة اليابسة دون أن تترك الماء.
وبعد يوم طويل من المغامرة والاستكشاف، عادت السمكة سيما وأصدقاؤها إلى بيوتهم في أعماق البحر، وشعرت سيما بالراحة والرضا لأنها أدركت أن لكل كائن جماله ومكانه الخاص.
قالت سيما لأصدقائها: “لقد كانت رحلة رائعة، وتعلمت أن أقدر ما لدي، وأعتقد أنني لن أحسد الكائنات التي تعيش على اليابسة بعد الآن.”
ابتسمت سلمى وقالت: “هذا هو الدرس المهم يا سيما، فالسعادة تكمن في قبول ما نحن عليه والاستمتاع بما لدينا.”
ومنذ ذلك اليوم، استمرت السمكة سيما في القفز فوق سطح الماء، لكنها لم تشعر بالحسد مرة أخرى، وكانت تكتفي بمشاهدة جمال العالم الخارجي والعودة إلى مكانها الطبيعي الآمن في البحر.
الدروس المستفادة من القصة:
1. قبول الذات: تُعلم القصة الأطفال أهمية قبول ما نحن عليه والاستمتاع بما لدينا.
2. استكشاف العالم: تشجع القصة الأطفال على الفضول والاستكشاف، لكن مع التقدير لما يملكونه.
3. كل كائن له مكانه: تبرز القصة أن لكل كائن مكانه الطبيعي الذي يناسبه.
4. الرضا والسعادة: توضح القصة أن السعادة تكمن في الرضا بما لدينا وليس فيما نتمناه.
5. الصداقة والتعاون: تعلم الأطفال قيمة التعاون والصداقة في تحقيق الأهداف المشتركة.