قصة للاطفال_رحلة الي عالم الحيوانات

 

في أحد الأيام المشمسة، كان يوجد ولد اسمه “مروان” يستمتع بلعبه في حديقة المنزل، اكتشف شيئًا غريبًا تحت شجرة قديمة. كان هناك مفتاح صغير لامع يبرز من بين العشب. التقط مروان المفتاح، وشعر بشيء غير عادي، كأن هذا المفتاح يحمل سراً كبيراً.
عندما نظر إلى المفتاح عن كثب، وجد عليه نقوش غريبة لم يستطع قراءتها. فجأة، سمع صوتًا يهمس في أذنه: “هناك عالم آخر وهذا هو مفتاح بابه هذا العالم تتكلم الحيوانات وتعلم البشر دروسًا لا تقدر بثمن.”
كانت كلمات الصوت غامضة، ولكن فضول مروان دفعه للمغامرة. فقرر أن يتبع الإشارة ويبحث عن الباب الذي يفتح به هذا المفتاح.
بعد البحث في الحديقة لفترة، عثر مروان على باب خشبي قديم وسط الأدغال. الباب كان مغلقًا بإحكام، ولكن عندما أدخل المفتاح في القفل ثم حدث شيء سحري: بدأ الباب ينفتح ببطء، ليكشف عن ممر مظلم يبدو وكأنه يؤدي إلى عالم آخر.
بتردد وحماس، عبر مروان من خلال الباب ودخل إلى عالم جديد تمامًا. كان أمامه منظرًا مدهشًا: غابة خضراء مليئة بالأشجار الكبيرة التي تتلألأ بألوان مختلفة، والهواء منعش، والحيوانات التي يراها مروان كانت تتحدث وتتحرك كما لو كانت بشرًا

الاسد الشجاع

بينما كان مروان يتجول في الغابة، قابل أسدًا ضخمًا وجميلًا يقف على قمة تلة، ينظر إلى الأفق وكأنه يفكر في أمر مهم. اقترب مروان منه وقال: “مرحبًا، أسد! كيف حالك؟”
أجاب الأسد بصوت عميق ومهيب: “مرحبًا أيها الصغير. أنا الأسد كوكو، حكيم الغابة. هل جئت لتتعلم شيئًا جديدًا؟”
قال مروان بحماس: “نعم، أريد أن أتعلم شيئًا عن الشجاعة.”
ابتسم الأسد وقال: “الشجاعة ليست في القوة أو القدرة على القتال. الشجاعة الحقيقية هي أن تكون قادرًا على الوقوف في وجه المخاوف الخاصة بك، وأن تحمي من تحب حتى لو كنت تشعر بالخوف. لا تخف من مواجهتك للظلام في حياتك، بل واجهه بشجاعة.”
شكر مروان الأسد وقرر أن يواصل رحلته، وهو يشعر بشجاعة أكبر في قلبه.

: القرد المرح

بينما كان مروان يمشي في الغابة، سمع ضحكًا عاليًا وأصوات قفز. لفت انتباهه قرد صغير مرِح وهو يقفز من شجرة إلى أخرى. اقترب مروان من القرد وقال: “مرحبًا! ماذا تفعل؟”
أجاب القرد وهو يضحك: “أنا أستمتع بالحياة! لا تأخذ الحياة بجدية كبيرة، عليك أن تجد وقتًا للمرح والضحك. الحياة قصيرة جدًا لتكون حزينًا طوال الوقت. تعال، دعني أريك كيف تضحك أكثر!”
بدأ القرد يُسِرُّ ضحكاته في أذن مروان، وأخذ يلعب معه بين الأشجار، حتى بدأ مروان يضحك معه بصدق. قال القرد: “أحيانًا كل ما نحتاجه هو قليل من المرح لنشعر بالسعادة. لا تنسَ أن تضحك، فهذا سيساعدك في مواجهة صعوبات الحياة.”

الفيل الطيب

بعد أن لعب مع القرد، قرر مروان الاستمرار في استكشاف الغابة. في عمق الغابة، التقى بفيل ضخم وجميل كان الفيل يقف بجانب جدول ماء وهو يغسل خرطومه ببطء.
اقترب مروان وسأل الفيل: “مرحبًا، هل تستطيع مساعدتي؟”
أجاب الفيل بصوت هادئ وعميق: “بالطبع، كيف يمكنني مساعدتك؟”
قال مروان: “أنا أريد أن أتعلم شيئًا عن الرحمة والعطف.”
ابتسم الفيل وقال: “الرحمة هي أن تعطف على الآخرين، حتى لو لم يكونوا في وضع جيد. عندما تساعد الآخرين، فإنك تجعل العالم مكانًا أفضل. العطف لا يتطلب أن تكون قويًا أو غنيًا، بل فقط أن يكون لديك قلب طيب.”
أخذ مروان كلمات الفيل بعين الاعتبار، وشعر بقلبه يزداد دفئًا. قرر أن يعامل الآخرين بلطف ورحمة كما علمه الفيل.
واخيرا بعد رحلة طويله قرر مروان العودة إلى المنزل
بعد أن تعلم دروسًا كثيرة من الأسد الحكيم، والقرد المرح، والفيل الطيب، قرر مروان العودة إلى منزله قبل أن يغادر الغابة التفت إلى الحيوانات وقال: “لقد تعلمت منكم الكثير. الشجاعة تأتي من القلب، والمرح يساعد في تخفيف الأعباء، والعطف يجعل العالم أفضل.”
عندما عاد مروان إلى قريته، شعر أنه شخص جديد أصبح أكثر شجاعة في مواجهة تحديات الحياة، وأكثر قدرة على إضفاء السعادة على من حوله، وأكثر رحمة في تعامله مع الآخرين.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح مروان يشارك دروسه مع أصدقائه وأسرته، مُدركًا أن أفضل المغامرات هي التي تعلمنا كيف نكون أفضل نسخة من أنفسنا.

الرسالة:
الشجاعة لا تعني خلو الإنسان من الخوف، بل القدرة على مواجهته.
المرح جزء أساسي من الحياة، ويجب ألا ننسى أن نضحك.
الرحمة هي القوة التي تجعل العالم مكانًا أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top