قصة الحمامة السارقة – قصة هادفة للاطفال

قصة الحمامة السارقة - قصة هادفة للاطفال

كان يا مكان في مدينة جميلة مليئة بالحدائق والأشجار العالية، عاشت حمامة صغيرة اسمها سلمى، وكانت الحمامة سلمى مختلفة عن باقي الحمامات، فقد كانت تحب استكشاف الأشياء الغريبة والجديدة، لكنها كانت لديها عادة سيئة جدا جدا ويكرهها الجميع، فقد كانت تأخذ الأشياء الصغيرة من حولها دون أن تستأذن من أصحابها أو تدفع ثمنها.

وفي أحد الأيام، وبينما كانت الحمامة سلمى تطير فوق حديقة كبيرة، رأت خاتمًا لامعًا على طاولة موضوعة في الحديقة، وبسرعة ودون أن تفكر، انقضت على الخاتم وأخذته بمنقارها وطارت بعيدًا، لكنها لم تكن تعلم أن هذا الخاتم ملك لطفلة صغيرة اسمها ليلى، كانت قد تركته على الطاولة حتى تنتهي من اللعب في الحديقة مع أصدقائها.

وعندما عادت ليلى إلى الطاولة واكتشفت أن خاتمها مفقود بدأت تبكي، ولم تفهم لماذا أخذت الحمامة سلمى الخاتم، فقد كان ثمينًا جدًا بالنسبة لها، لأنه كان هدية من جدتها الحبيبة بمناسبة نجاحها وتفوقها في الدراسة.

الحمامة سلمى، بعد أن عادت إلى عشها وجلست تنظر إلى الخاتم وتفكر، شعرت بالندم على ما فعلته، وقررت أنها تريد أن تعيد الخاتم إلى ليلى، لكن لم تكن تعرف كيف،.. فكرت كثيرًا حتى قررت أن تطلب المساعدة من أصدقائها في الحديقة.

ذهبت الحمامة سلمى إلى صديقها العصفور صَوصَو، الذي كان معروفًا بذكائه وسرعته في الطيران، فقالت سلمى: “مرحباً صَوصَو، لقد أخذت خاتم ليلى عن طريق الخطأ وبعد تفكير وندم وشعور بالذنب، أريد أن أعيده إليها، هل يمكنك مساعدتي؟”

أجاب صَوصَو: “بالطبع يا سلمى، سأساعدك، لكن يجب أن نكون حذرين حتى لا نزعجها أو نخيفها.”

قرر العصفور صَوصَو والحمامة سلمى أن يتبعا ليلى ليروا أين تعيش، فطارا عالياً في السماء حتى وجدا منزلها، وكانت ليلى تجلس في حديقة المنزل حزينة ومازالت تبكي على خاتمها المفقود.

قال العصفور صَوصَو: “سلمى، سأذهب وأتحدث إلى ليلى، وسأخبرها أن لديك شيئًا تودين إعادته إليها.”

وافقت سلمى وانتظرت في شجرة قريبة، ثم طار العصفور صَوصَو نحو ليلى وبدأ يغرد بشكل جميل ليجذب انتباهها، فنظرت ليلى إلى العصفور وقالت: “مرحباً أيها العصفور الجميل، ماذا تريد؟”

بدأ صَوصَو يغرد بمرح ثم طار نحو الشجرة حيث كانت الحمامة سلمى تنتظر فلحقته الطفلة ليلى ووجدت الحمامة سلمى تنتظرها بالخاتم في منقارها، وحينها شعرت ليلى بالدهشة والسعادة في نفس الوقت.

قالت الحمامة سلمى بنبرة ندم: “أنا آسفة يا ليلى، لقد أخذت خاتمك دون أن أطلب الإذن، وقد شعرت بالندم وأردت إعادته لكِ.”

ابتسمت ليلى وقالت: “شكرًا لك يا سلمى، أنا سعيدة لأنك قررت أن تكوني صادقة، لكن لماذا تأخذين الأشياء دون أن تطلبي الإذن؟”

شعرت الحمامة سلمى بالخجل وقالت: “أعتقد أنني كنت أبحث عن المغامرة، ولم أفكر في مشاعر الآخرين، وأنا أعدك بأنني لن أفعل ذلك مرة أخرى.”

شعرت ليلى بالسعادة لصدق سلمى وعرضت أن تكونا أصدقاء فقالت: “لماذا لا تكونين صديقتي ونلعب معًا؟ يمكننا أن نخوض مغامرات ممتعة دون أن نؤذي مشاعر أحد.”

وافقت سلمى بحماس، ومنذ ذلك اليوم، أصبحت سلمى وليلى وصَوصَو أصدقاء مقربين، وكانوا يستكشفون الحديقة معًا، ويخوضون مغامرات جديدة ومثيرة، لكن هذه المرة كانوا يفعلون ذلك بطريقة صحيحة وباحترام لمشاعر الآخرين.

الدروس المستفادة من القصة:
1. الاعتراف بالخطأ هو خطوة شجاعة نحو التصحيح.
2. الصدق والاحترام يساعدان في بناء علاقات قوية وصحية.
3. المغامرة تكون أجمل عندما تكون خالية من الأذى لمشاعر الآخرين.

نأمل أن تكون القصة قد نالت إعجاب الأطفال وأضفت لهم البهجة والفائدة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top