كان ياما كان في مزرعة صغيرة وجميلة، كانت تعيش بطة نشيطة ومبتسمة اسمها “لولو”، وكانت لولو تحب الزراعة كثيراً، وكانت تزرع أشجاراً مثمرة ونباتات مفيدة في حديقتها الصغيرة، وكانت الحديقة مليئة بالألوان والروائح الجميلة بفضل جهد لولو واهتمامها.
وفي كل صباح، كانت البطة لولو تستيقظ مبكراً وتذهب إلى الحديقة لتعتني بالنباتات، حيث كانت تتحدث إلى النباتات وكأنها أصدقاؤها، وتغني لها أغاني جميلة، وكانت النباتات تنمو وتزدهر تحت رعاية لولو التي تحبها حبًا شديدًا.
وفي يوم من الأيام، جاء صديقها الأرنب “ارنوب” لزيارتها وقال لها: “مرحباً يا لولو! حديقتك تبدو رائعة جداً، كيف تمكنتِ من زراعة كل هذه النباتات الجميلة؟”
ابتسمت البطة لولو وقالت: “الأمر يتطلب حباً وصبراً يا ارنوب، وأنا أعتني بالنباتات كل يوم وأمنحها الكثير من الحب.”
أعجب الارنب ارنوب بكلام لولو وقرر أن يساعدها في الزراعة، فبدأ الاثنان في العمل معاً، حيث كان ارنوب يحفر التربة ولولو تزرع البذور وتروي النباتات، ومع مرور الوقت بدأت الحديقة تزدهر أكثر فأكثر.
وذات يوم، جاء الثعلب “ثامر” إلى المزرعة وشعر بالجوع، ورأى الأشجار المثمرة والنباتات المفيدة في حديقة البطة لولو وقرر أن يأخذ بعض الفاكهة دون أن يستأذن، وبينما كان يحاول تسلق شجرة التفاح، انزلقت قدمه وسقط على الأرض.
سمعت البطة لولو الضجيج وركضت لتجد ثامر على الأرض فقالت له: “يا ثامر، لماذا لم تطلب المساعدة؟ كان بإمكاني إعطاؤك الفاكهة التي تحتاجها دون أن تعرض نفسك للخطر.”
أحمر وجه ثامر خجلاً وقال: “أنا آسف يا لولو، شعرت بالخجل وقررت أن آخذ الفاكهة دون إذن.”
ابتسمت لولو وقالت: “لا بأس يا ثامر، الجميع يخطئون، لكن الأهم هو أن تتعلم من أخطائك، تعال معي وسأعطيك بعض الفاكهة الطازجة.”
شكر ثامر لولو وأصبح صديقاً لها ولارنوب وبدأ الجميع يعملون معاً في الحديقة، وكانوا يزرعون ويعتنون بالنباتات وأصبحت حديقة البطة لولو مكاناً يجتمع فيه الأصدقاء، يتعلمون ويستمتعون بالعمل معاً.
وذات يوم، قررت البطة لولو أن تقيم حفلاً صغيراً في الحديقة للاحتفال بالحصاد، حيث دعت جميع الحيوانات في المزرعة، وأعدت لهم مأدبة لذيذة من الفاكهة والخضروات الطازجة التي زرعتها.
جاءت الحيوانات جميعها، وكانوا يستمتعون بالأكل واللعب والغناء، ثم قالت لولو لأصدقائها: “أنا سعيدة جداً لأنني تمكنت من مشاركة هذا الجهد معكم، الزراعة تعلمنا الصبر والعمل الجماعي وتجلب لنا الكثير من الفرح.”
ومنذ ذلك اليوم، استمر الأصدقاء في العمل معاً في حديقة البطة لولو، وأصبحت المزرعة مكاناً سعيداً ومزدهراً بفضل التعاون والمحبة.
الدروس المستفادة من القصة:
1. أهمية العمل الجماعي: توضح القصة كيف يمكن للتعاون والعمل المشترك أن يجعل الأمور أفضل وأكثر متعة.
2. التعلم من الأخطاء: تعلم القصة الأطفال أن الجميع يخطئون، ولكن الأهم هو التعلم من الأخطاء وتحسين سلوكنا.
3. الصبر والمثابرة: تشجع القصة الأطفال على التحلي بالصبر والمثابرة في العمل لتحقيق نتائج إيجابية.
4. أهمية الزراعة: تبين القصة أهمية الزراعة والعناية بالنباتات والفوائد التي تعود منها.
5. قيم المحبة والعطاء: تعلم الأطفال قيمة العطاء والمشاركة مع الآخرين، وأن الحب والاهتمام يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً.