“الدب نونو في المدينة الكبيرة”
في داخل الغابة البعيدة، كان هناك دب صغير لطيف يُدعى “نونو”. كان نونو يعيش مع عائلته في كهف صغير و جميل محاط بالأشجار والأنهار. لكن نونو كان دائمًا يحلم برؤية المدينة الكبيرة التي سمع عنها في قصص الطيور المهاجرة.
في يوم من الأيام، وبينما كان نونو يجمع التوت مع والدته ، وجد حقيبة صغيرة على الأرض، وعليها خريطة قديمة. على الخريطة، كانت هناك صورة لمبنى ضخم مكتوب عليه: “مدينة الأحلام”. قرر نونو أن يستكشف هذا المكان بنفسه و أن يتحلي بالشجاعة.
الرحلة إلى المدينة
ودّع نونو عائلته وبدأ رحلته الطويلة إلى المدينة الكبيرة. كان يحمل حقيبته الصغيرة وبداخلها العسل الذي جهزته والدته له. عندما وصل إلى المدينة، شعر بالذهول! المباني عالية جدا ، والسيارات تسير بسرعة كبيرة ، والناس يبدون مشغولين طوال الوقت.
لقاء السيد “عادل”
و بينما كان نونو يسير في أحد الشوارع، لاحظ أن الناس ينظرون إليه باستغراب . “ما هذا الدب الذي يمشي وحده؟” كانوا يتهامسون. فجأة، اقترب منه رجل طيب يُدعى السيد عادل. قال له:
“مرحبًا أيها الدب الصغير، ماذا تفعل هنا بمفردك ؟”
أخبر نونو السيد عادل عن خريطته وحلمه في استكشاف المدينة. ضحك السيد عادل ضحكة من القلب وقال:
“المدينة مكان كبير و مخيف بعض الشئ ، لكنني سأساعدك لتتعلم كيف تعيش فيها و تتأقلم .”
التعلم والمرح
أخذ السيد عادل نونو إلى منزله، وبدأ يعلمه عن حياة المدينة: كيف يعبر الطريق بأمان، وكيف يشتري الطعام من السوق، وكيف يتعامل مع الناس، و كيف يمشي بمفرده . وفي المقابل، كان نونو يساعد السيد عادل في صنع العسل وبيع الحلويات في متجره الصغير.
المتاعب
لكن الأمور لم تكن دائمًا سهلة. في أحد الأيام، دخل نونو إلى محطة القطار عن طريق الخطأ وركب قطارًا متجهًا إلى مكان بعيد. أصابه الذعر ولم يعرف كيف يعود. لكن بفضل الخريطة التي وجدها وذكائه، تمكن من طلب المساعدة من موظف المحطة.
نونو يصبح نجمًا
مع مرور الوقت، أصبح الدب نونو محبوبًا في المدينة. الناس أحبوا لطفه وفضوله. وبدأ يساعد الأطفال في القراءة، ويعلمهم عن الغابة وأهمية الحفاظ على الطبيعة و تقديرها.
العودة إلي الغابة
بعد فترة طويلة، شعر الدب نونو بالحنين إلى عائلته والغابة. قرر العودة إلى منزله، لكنه وعد السيد عادل وأصدقاءه في المدينة بأنه سيزورهم من حين لآخر . وعندما عاد إلى الغابة، روى لعائلته مغامراته الرائعة في المدينة الكبيرة و كان سعيدا جدا و هو يحكي، فرحت والدته لأجله و أخبرته أنه أحسن بفعل كل شئ .