كان ياما كان في غابة خضراء مليئة بالحياة، كان يعيش سنجاب صغير اسمه “سينجو” وقرد شقي يُدعى “قردوش”، كان سينجو معروفاً بنشاطه وذكائه، بينما كان ماهر يحب اللعب وإحداث الفوضى، ورغم اختلافهما كانا صديقين مقربين، يقضيان الكثير من الوقت معاً.
وفي يوم من الأيام، قرر قردوش أن يخترع لعبة جديدة، فقال لسينجو بحماس: “تعال، لدي فكرة رائعة! سنقوم بالتسابق على الأشجار، ونرى من يصل إلى قمة الشجرة أولاً.”
تردد سينجو قليلاً، ثم قال: “لكن يا قردوش، قد تكون هذه اللعبة خطيرة ويجب أن نكون حذرين.”
ضحك قردوش وقال: “لا تقلق يا سينجو، ستكون لعبة ممتعة! أنا متأكد من أننا سنستمتع كثيراً.”
بدأ السباق، وكان قردوش يتسلق الأشجار بسرعة ويتنقل بين الأغصان برشاقة، بينما كان سينجو يحاول اللحاق به بحذر. وفجأة، انكسر غصن تحته وسقط سينجو على الأرض، لكنه لم يتعرض لأذى كبير بفضل أغصان الشجرة الناعمة.
ركض قردوش نحو سينجو وقال بقلق: “سينجو، هل أنت بخير؟ لم أقصد أن تتأذى.”
نهض سينجو بحذر وقال: “أنا بخير يا قردوش لكن يجب أن نتعلم درساً من هذا، اللعب ممتع، ولكن يجب أن نكون دائماً حذرين ونتجنب المخاطر.”
شعر قردوش بالذنب وقال: “أنت محق يا سينجو، كنت فقط أريد أن نستمتع، ولكن لم أفكر في المخاطر، دعنا نتفق أن نكون أكثر حذراً في المستقبل.”
ابتسم سينجو وقال: “بالتأكيد يا قردوش، دعنا نبحث عن ألعاب أخرى آمنة وممتعة.”
في الأيام التالية، بدأ السنجاب سينجو والقرد قردوش في استكشاف الغابة بطرق جديدة وآمنة، حيث تعلم قردوش من سينجو كيفية التفكير قبل التصرف، وكيف يمكن أن يكون اللعب آمناً وممتعاً في نفس الوقت، وبدأ قردوش يبتكر ألعاباً جديدة تعتمد على التعاون والعمل الجماعي، مثل جمع الفواكه من الأشجار وتكوين فرق للعب المسابقات البسيطة.
وتدريجياً، أصبح قردوش أكثر هدوءاً وحذراً، وأدرك أن الصداقة الحقيقية تعني أيضاً الاهتمام بسلامة الأصدقاء، وأصبح السنجاب سينجو والقرد قردوش مثالاً جيداً لبقية الحيوانات في الغابة، حيث كانوا يعملون معاً ويساعدون بعضهم البعض.
وذات يوم، بينما كانا يلعبان لعبة جديدة اخترعاها معاً، قال سينجو: “انظر يا قردوش، نحن نستمتع ونستفيد في نفس الوقت، لقد تعلمنا كيف نكون حذرين ونستمتع بأمان.”
ابتسم قردوش وقال: “نعم يا سينجو، شكراً لك على تعليمك لي هذا الدرس المهم، أنا سعيد لأننا أصدقاء.”
وعاشت الحيوانات في الغابة بسلام وتعاون، مستفيدة من درس السنجاب سينجو والقرد الشقي قردوش في كيفية الاستمتاع بالحياة بأمان ومسؤولية.