كان ياما كان في يوم من الأيام في غابة جميلة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، عاش عصفور صغير اسمه “صَوصَو”، وكان صَوصَو عصفوراً شقياً، لا يحترم أحداً من سكان الغابة، حيث كان يطير حول الأشجار ويزعج الحيوانات والطيور الأخرى، وكان يستهزئ بالحيوانات الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
وفي أحد الأيام، بينما كان صَوصَو يطير بسرعة بين الأشجار، سمع صوتاً حزيناً، نظر إلى الأسفل فرأى السلحفاة “سوسو” تبكي بجانب النهر، نزل صَوصَو بالقرب منها وسألها بلا مبالاة: “لماذا تبكين يا سوسو؟”
أجابت السلحفاة سوسو بحزن: “لقد فقدت طريق العودة إلى بيتي، وأشعر بالضياع”..
وبدلاً من مساعدة سوسو، ضحك العصفور صَوصَو وقال: “كيف يمكن لسلحفاة بطيئة مثلك أن تضيع؟ هذا مضحك جداً”!
شعرت سوسو بالحزن أكثر وغادرت المكان ببطء، لكن ما لم يعرفه صَوصَو هو أن في الغابة حيواناً حكيماً اسمه “أسد”، وكان الأسد يراقب تصرفات صَوصَو منذ فترة، فقرر الأسد أن يعطي العصفور صَوصَو درساً في الاحترام.
في صباح اليوم التالي، دعا الأسد جميع حيوانات الغابة إلى اجتماع طارئ، وعندما وصل العصفور صَوصَو إلى الاجتماع، لاحظ أن الجميع كانوا ينظرون إليه بغضب، ثم تحدث الأسد بصوت هادئ لكنه قوي وقال: “يا صَوصَو، لقد رأينا جميعاً كيف تعاملت مع سوسو بالأمس وكيف تزعج الجميع بتصرفاتك، الاحترام هو الأساس في مجتمعنا، وإذا لم تتعلم احترام الآخرين، فلن يكون لك مكان بيننا”..
شعر العصفور صَوصَو بالخجل واعتذر للجميع عن تصرفاته، ولكنه كان بحاجة إلى تعلم درس حقيقي، فقرر الأسد أن يمنح صَوصَو مهمة وقال له: “ستساعد سوسو في إيجاد طريق العودة إلى بيتها، هذا سيكون اختباراً لمدى استعدادك لتغيير تصرفاتك والاهتمام بالآخرين في الغابة واحترام الجميع”..
انطلق العصفور صَوصَو مع السلحفاة سوسو في رحلة البحث عن بيتها، وبينما كان يساعدها اكتشف أن سوسو ليست بطيئة فقط، بل ذكية وتعرف الكثير عن الغابة، وبمرور الوقت تعلم صَوصَو من سوسو كيف يكون صبوراً ومهتماً بمشاعر الآخرين.
وبعد رحلة شاقة، وجدا أخيراً بيت السلحفاة سوسو، وعندها شعرت سوسو بالسعادة وابتسمت لصَوصَو قائلة: “شكراً لك، لقد كنت عوناً كبيراً”..
عاد صَوصَو إلى الغابة وشعر بالفخر بما أنجزه، وعندما وصل رحب به الجميع بابتسامة دافئة وقال الأسد: “أحسنت يا صَوصَو، لقد تعلمت درساً مهماً، الاحترام هو ما يجعلنا نعيش معاً بسلام”.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح صَوصَو عصفوراً محبوباً ومهذباً، وتعلم أن الاحترام ليس فقط للآخرين، بل يجلب السعادة له ولمن حوله،
وهكذا عاش العصفور صَوصَو وجميع حيوانات الغابة في سعادة واحترام متبادل.
